يبدو أن هناك تغيّر كبير سيطرأ على طرق البحث عن المعلومات على الإنترنت، ففي بداية شهر آذار للعام الحالي 2023، العالم كله في حالة ترقب لأطلاق شركة مايكروسوفت الإصدار الجديد من محرك البحث Bing مدمج بتقنية ChatGPT التي لاقت ملايين المستخدمين خلال بضعة أشهر منذ الكشف عنها.
إلا أن شركة جوجل، التي ترأست قائمة أفضل محركات البحث لسنوات طويلة، أعلنت حالة من الطوارئ لتطوير تكنولوجيا تنافس فيها شركة مايكروسوفت، وفي الأسبوع الأول من شهر فبراير، أعلنت عبر حسابها على تويتر عن أداة البحث المتطور BardAI والمبنية على تكنولوجيا تشابه إمكانيات ChatGPT، ولكن خلال ساعات من الإعلان عن الأداة في المرحلة التجريبية، لاحظ المستخدمون خطأ وعدم دقة في إجابات أداة Bard، الأمر الذي أدى إلى خسارة شركة جوجل 100 مليار دولار في تداولات السوق وأسهم الشركة.
استعانت شركة جوجل بأفضل المبرمجين وأكثرهم كفاءة لتطوير هذه الأداة وإدخال ميزاتها في محرك البحث الخاص بها، لتنافس مايكروسوفت وتوفر للمستخدمين تجربة بحث فريدة عبر الإنترنت. كما خصصت جهود فريق المطورين في جوجل على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ورأى الكثيرين أن جوجل تنافس هذه المرة بجدية وحزم.
فبحسب مجلة Forbes، أن سيرجي برين، عالم الحاسوب الأمريكية من أصل روسي، ومؤسس شركة جوجل لاري بايج، لم يتواجدا في الشركة بشكل كبير منذ عام 2019، ولكن مؤخرًا قام المدير التنفيذي لشركة جوجل سندار بيتشاي، باستدعائهما لمراجعة وتحسين استراتيجيات تطوير الذكاء الاصطناعي في الشركة، الأمر الذي يشير إلى جدية هذه المنافسة بالنسبة إلى جوجل.
بماذا يشترك ChatGPT و Bard؟
على الرغم من استبعاد الكثيرين لفكرة سحب البساط من تحت أقدام شركة جوجل، إلا أن مايكروسوفت قد نجحت في لفت أنظار المستثمرين والمهتمين بالثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي من حول العالم من خلال أولًا استثمار 1 مليار دولار في شركة OpenAI، ومن ثم دمجها لأداة ChatGPT في تحسين محرك البحث Bing.
نجد أن هناك خصائص مشتركة بين الأداتين من حيث توظيف الذكاء الاصطناعي والردود الفورية على أسئلة المستخدمين. ولكن في الحقيقة، هناك اختلافات من حيث التقنيات المستخدمة والمصادر التي تعتمد عليها كل أداة في الردود، كما أن هناك فرق في طريقة تفاعلهما مع المستخدم.
طورت جوجل أداة Bard في وقت قياسي، معتمدة فيها على نموذج الشركة اللغوي LaMDA، وهي تقنية تمنح المستخدمين تجربة بحث مميزة من خلال طرح الأسئلة، ويقوم Bard بالرد على الأسئلة بطريقة مبسطة وسلسة. الأمر المشترك هو قدرتهما على التعلم الآلي وتطوير الإجابات وتخصيصها مع كل محادثة جديدة، بالإضافة إلى أنهما تتيحان تجربة بحث قد تكون الأولى من نوعها في العالم تحاكي أسلوب الردود البشرية وإجابات قائمة على معلومات وأحداث واقعية.
أما الاختلافات بين Bard AI و ChatGPT فهي كالآتي:
-
التقنيات المستخدمة: تعتمد Bard AI على نموذج LaMDA، وهو نموذج لغوي طورته شركة جوجل يختلف عن باقي النماذج بأنه يعتمد على الحوار وليس على النص، وهو الأمر الذي يختلف فيه عن نموذج (GPT-3) المستخدم في تطوير ChatGPT، والذي يركز على إنشاء نص بدلًا من حوار مع المستخدم.
-
مصدر المعلومات: يحصل Bard AI على معلومات من الإنترنت وقد تحتوي إجاباته على نتائج بحث جوجل التقليدية، أما ChatGPT فيعطي نتائج وإجابات من قواعد البيانات التي تم إضافتها إليه وهي مجموعة معلومات وحقائق وإحصائيات حتى عام 2021 فقط ولم يتم تحديثه حتى اللحظة ليجيب عن وقائع أو معلومات بعد ذلك العام.
-
تمييز المستخدم الحقيقي من البوت Bots: لم يتم إدراج خاصية تستطيع التمييز بين المستخدم البشري والـ Bots في Bard AI، بينما لا يمكن الاحتيال على ChatGPT كونه يحتوي على خاصية AI Text Classifier القادرة على تمييز النص إذا كان مكتوب من قبل مستخدم حقيقي أم عن طريق أدوات ذكاء اصطناعي أخرى.
يجب لفت النظر إلى أن الأداتين مجانيتين للاستخدام في الوقت الحالي، إلا أن Bard ما زالت في المرحلة التجريبية ولم يتم إتاحتها حتى اللحظة إلا لعدد محدد من المستخدمين بهدف التطوير والبحث بشكل أكبر في إمكانياتها، أما ChatGPT فهي الآن تستخدم من قبل الملايين بشكل مجاني، بجانب نسخة أخرى مدفوعة وهي ChatGPT Pro.
كاتبة المقال: خلود مرار